أين المفر من الضيــــاع!!!؟
في الفترة السابقة تعرضت لضغوط كبيرة ضغوط في العمل وضغوط في المنزل , وأيضا تعرضت لألم نفسي وعاطفي كبيرين , وتعدا الأمر ليصبح ألم جسدي مبرح لا ينفك يراودني في أغلب الأوقات بل في كل الوقت.
رغم هذا وذلك رغم الضغوط والآلام إلا أنني لم أكن ضعيفا قط ولم أبح بأي مما يحصل معي لأي شخص بل وأيضا لم أكن منهزم متهاوي بين أحضان التعب والإرهاق المتزامنين ولكنني جعلت من الأمر طبيعيا بل وتأقلمت مع الوضع الراهن وتماشيت أعيش بين كل هذا بروح متراضية متسامحة لا تعترف بما يحصل والحقيقة أنني كنت في حالة نكران اللاوعي لما يحصل معي نكران عقلي وحسي نكران من الواقع هروبا من الضعف هروبا حتى من كل ما يحيطني ...
والآن وبعد أن زالت الآلام الجسدية بشكل تدريجي وأصبح عارضا خفيفا بين الفينة والأخرى تزورني لتذكرني بما حصل معي , زالت فترة النكران من عقلي وبينت الحقيقة وشاهدتها بعينين بصيرتين فواجهني الواقع الكئيب الممل الذي حاصرني وقيدني وراح يضيق علي الخناق وبات يشد وثاقي ويشد ويشد إلى أن خنقني فأصبحت عبدا للضعف النفسي العاطفي الذي يعصف بي ليل نهار يطرحني في رمال الأسى الصحراوية القاحلة ثم يرميني في محيط الجنون الهائج فمنه إلى جزر الوحدة الموحشة الظالمة .
أنا الآن تائه بين جنبات الضياع المستتب في داخلي الساكن بين أحشاء ضلوعي القاطن في مخيخ الحياة , المعسكر بين فتحات صمام القلب المسيطر على شرايين الفؤاد ...
لم أعد أستطيع أن أحدد بالفعل مايحصل معي من تضاربات وتخبطات وأحداث متلاحقة سببت لي عقم في التفكير وكأنه حدث انفصال تام بين ماكنته قبل هذه الحالة وما صرت عليه في وقتها وما أصبحت أنا عليه الآن لا أستطيع أن أميز بين القوة والضعف , بين الحكمة والجنون , بين الصرامة والتهاون , بين الحب والكره , وكأنها قوالب حلوى مزينة في واجهة أحد متاجر صنع الكعك وأنا الشخص الجائع المفلس الواقف أمام واجهته أنظر أي هذه الكعك سيكون طعمه أحلى لو أنني أكلتها ,بل وأتخيل طعمها الحلو المذاق رغم أنني أعرف بأني لا املك المال حتى لقطعة صغير منها فأين المفر من الضــــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع !!!!!!!!!!!!؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق