الحلف
البارد...
مصر
ليست ببعيدة عما يحدث في سوريا ، وكما يعلم الجميع أن مصر قد فقدت في الوقت الحالي
دورها الإستراتيجي المحوري في المنطقة ، لكن هذا ﻻ
يعني بالضرورة أن الدول الكبرى التي تسيطر على القرار السياسي العربي أنها ﻻ
تستغل هذا الضعف لصالحها.
وكما
نعلم جميهاً تواجه الوﻻيات المتحدة
الأمريكية ضغوطاً اقتصادية وسياسية كبيرة على المسارين الداخلي والخارجي لحل الأزمة
في سوريا ، وبشكل عاجل وبما ﻻ يخالف
مصالحها في المنطقة ، وأن تجمع في ذات الوقت كل هذا دون أن تخسر أو على الأقل تخرج
بأقل الخسائر.
اعتقد
انه قد تمت صفقة سياسية بين الجانب الأمريكي والروسي ، بحيث تجبر روسيا إيران على قبول
التخلي عن بشار الأسد والتضحية به في مقابل بعض المكاسب المادية في مصر ، بحيث تقلل
الإدارة الأمريكية دعمها العسكري واللوجستي للجيش المصري الذي بدوره يعتبر الجانب الروسي
هو البديل الطبيعي لمصر ، وتتجه بوصلة التعاون الأمني لروسيا التي ستقوم بتوفير الأسلحة
والذخائر وبعض قطع الغيار العسكرية ، والفوز بصفقة إنشاء محطة توليد الكهرباء بالطاقة
النووية ومن سيدفع الأموال هي الدول الخليجية الداعمة للحكومة المصرية الحالية
بالطبع.
اللعبة
السياسية ليست ملائكية ، بل هي لعبة تشبه كثيراً لعبة الشطرنج ، قد تضحي ببعض المصالح
من اجل الغنيمة الكبرى وحبذا لو يوجد من هو مستعد لتكفل هذه الخسائر بصدر رحب.
ﻻزال
البعض يتصور أن الادارتين الأمريكية والروسية تتعامل مع بعضها كما لو أنها ﻻتزال
في حقبة الحرب الباردة ، وإن كسب فريق منها في منطقة يعد خسارة للآخر وهذا خطأ فادح
مازلنا نرتكبة.
الحرب
الباردة انتهت وولت وأصبح الامر الان بقاء احداهما هو بقاء للآخر وتبادل المصالح مقدم
على جلب الخسائر بينهما، فمتى نتعلم من السياسة الغربية ونكون لأنفسنا حلف يجمعنا
ولا يفرقنا كما نفعل الآن في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي اللذان أصبحا
مقران للخلاف لا الإجتماع .
0 التعليقات :
إرسال تعليق