هذا وطني ...

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الاثنين، 7 أكتوبر 2013 0 التعليقات

يقول أحمد شوقي :
بلادي وإن جارت علي عزيزة*** وأهلي وإن جارو علي كرام

على هذه الأرض الطيبة ولدت ، لم أعرف أرضا غيرها ، على ترابها خطوت أول خطوة لي ، فيها رميت أول ضرس سقط من فمي ، أتنفس هوائها وأعيش عليه ، أشرب من جوفها وأرتوي ، هنا تعلمت ما أعرف ، هنا فهمت وعقلت ، كل ما فيني يعشق هذه الأرض ، أحبها مثل عاشق قتله عشقه فتيتم ، أحبها حب الرضيع لدفء حضن أمه .

لا أفهم غير هذا ، ولا أبحث إلا عن رضاها ، هي أنا بل أنا هي وإليها أنتمي .

كنت أتفهم موقف من يبحث عن الرزق في غير موطنه ، كنت أتفهم فكرة البعد عنها ، ولكني أعجز أن أعقل بأن أتخلا عنها من أجلها !
كيف أنسى ، ولماذا أنسى ، ومن أجل من أنسى ؛ فهذا وطني.

إن الذوق والإحساس والشعور يخلق مع الإنسان منذ ولادته لا يحتاج لتعليم أو تربية فكيف إذا أتربطت كل هذه المشاعر بحب الوطن وتمازجت في داخل الشخص لينتج عن هذا كله مواطن يبحث عن الكمال لهذا الوطن ويبني بساعديه بنيانه وكلما كان الوطن معطاء ينتشر فيه أسس العدل والمساواة وإحترام الإنسان يزيد من درجات الإرتباط والحب والولاء لديه لوطنة فهذا وطني.

عندما تضيع الآمال وتبقى الآلام لا أنسى كرمه ولا أجحد عظم حقه فهذا لا يزال وطني ؛ فوطني وقت محنتي كغيمة من دون مطر .

إن العتب على الوطن كالعتب على الأم فلا يكون إلا لطيفاً مفعم بأحاسيس الحب والإمتنان والخضوع والإحترام ، فكيف لا وهو من يضعنا فوقه أحياء ويضمنا في جوفه أمواتا في وقت لا يمكن لأقرب الناس إلينا أن يتحملوا تعفن أجسادنا .

أسمع كثيراً البعض يردد المواطنة والوطنية وهذا مصطلح لا يبحث عنه إلا الإقصائيون فهم بهذا يريدون أن يجعلوا الناس فئات ومجموعات ، فيلصقون هذا المسمى بمن يعجبهم ويتبنا فكرهم وإلا فأنت لست بوطني ولا تحب وطنك ولا تبحث عن استقراره وكأنهم لا يعلمون أن هذا هو وطني !

يقول الشاعر معروف الوصافي :
لا يخدعنك هتاف القوم في الوطــن***فالقوم في السر غير القوم في العلن

إن احتكار الوطن وفهم والمواطنة لهو فعل من لا يبحث عن الصالح والنافع ولا يريدون للوطن الرقي بل يبحث عن الانتـفاع بمقدراته لا يرقب في وطنه ولا أهله إلاً ولا ذمة .

لا بد أن يفهم الجميع أن الوطن كلمة كبيرة لا حيز لها ولا مدى لصداها ، الوطن معنى لا يعرفه إلا أهله ولا يشعر به إلا من ولد وعاش وتحمل حرارة صيفه وبرودة شتاءه وشم رائحة نسيمه .

وطني الحبيب أبعث لك تحياتي وأجدد لك ولائي وأهمس في أذنك لأقول أعلم أني لم أخاطبكم منذ مدة وأعلم أني مقصر في حقك ولكنك تعلم أني أحبك ولا سبيل لي إلا العيش فيك والموت على ترابك فلا تخف ولا تحزن فلن أخذلك .


0 التعليقات :

إرسال تعليق