مجتمع يخاف الإختلاف؟!

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الثلاثاء، 30 يونيو 2015 0 التعليقات


تقوم المجتمعات الصحيحة والقوية على فكرة تقبل الآخر بما فيه من خير وشر ، وعلى تناقل الأفكار ومحاولة التقريب والإندماج ، ونبذ التفرقة والتعصب للأفكار وهذا أساس متين يجعل المجتمعات قوية في مواجهة الأمواج المتلاطمة من حولها. 

إن الإنتماء للأفكار لا يعني الإنتماء للأشخاص ، وعدم قبول فكرة لا يلزم بالضرورة عدم القبول بالآخر وإلا نشب الصراع وتخلخل جدار الوحدة وهدمت أعمدة التعايش بين الناس. 

كنا نعيش في مجتعنا متقبلين للإختلاف معترفين به نعمل سوياً لإنجاح مسيرة البناء والتقدم واللحمة الوطنية ، كنا نجتمع على أننا أبناء لأرض واحدة بغض النظر عن إختلاف مشاربنا الفكرية والإجتماعية. 

بتنا نسمع الآن بعد هذا الرخاء والإرتخاء عن نشر نقاط الخلاف لا الإجتماع ، ونبحث عن السلبيات لا الإيجابيات ، وأصبحنا لا نرضا بالإختلاف ونعده خلاف ، وننزعج أيما إنزعاج من الآخر الذي يطرح فكره لانه آخر وفقط. 

كانت الدول فيما قبل تسعى لنشر فكرة التنوع وإختلاف الثقافات والأفكار لأن في تنوعها إثراء للحياة المجتمعية وإحياء لتقبل العيش المشترك وإذابة الفروق ليصب في مجرى التطوير والنهوض الثقافي والسياسي والديني. 

من قال أن الإختلاف مذموم ومن قال أن نشر الأفكار يعني التفرق ومن قال أن التغيير يعني الدمار ، بل العكس صحيح ؛ فالإختلاف فيه بناء للثقة ، ونشر الفكر هو أساس التطوير والنهضة ، والتغيير سنة الله في خلقة وهو آت لا محالة فلماذا الخوف؟ ولماذا هدر الطاقات والمدخرات في محاربة أمر موجود لا يمكننا إنكاره ولا كبته ولا حتى إنهاءه. 

بالفعل نحن نعيش في مجتمع يخاف الإختلاف ويحاربه بالخلاف!

0 التعليقات :

إرسال تعليق