مجلس الشورى بين التعصف والطموح

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الجمعة، 23 أكتوبر 2015 0 التعليقات


بعد يومان من الآن سيتم بإذن الله تعالى التصويت لإختيار أعضاء مجلس الشورى للفترة الثامنة ، ولن أتحدث عن الطموحات التي نتمنى أن يصل إليها هذا المجلس ، ولا حتى عن سقف الصلاحيات الممنوحة ، ولن أكتب عن الخيبات السابقة للمرشحين ، ولا النتائج السلبية للدورات الماضية ، فقط أكتب عن الناخب وليس المترشح.

في عصر التطور والصلاحيات المتطورة ، وفي وقت الإنفتاح رغم محدوديته ، إلا أن المشكلة التي تجعل من مجلس الشورى مجرد وظيفة مؤقته لكسب العيش والوصول لدرجات من التعارف وكسب المصالح الشخصية وفقط ، تكمن فينا نحن الذين نحدد من المرشح الناجح ومن الخاسر ، أو بعبارة آخرى من المتنفع من بين المرشحين. 
نحن نحدد معايير الإنتخاب ، فكل مرشح يضع برنامجه الإنتخابي وفقاً لطموحات وتطلعات الناخب ، فإن كان الناخب يطمح لزيادة دخله ، فستجد المترشح يتحدث عن التفتح الإقتصادي وتنوع الدخل وزيادة معدل التوظيف وهلم جر.

يفترض أن يكون الصراع الإنتخابي مجرد معركة انتخابية تنتهي بإنتهاء التصويت وإعلان النتائج ، وأن لا يصل لدرجة الحرب والقطيعة ، بعكس ما نراه الآن من حروب بين الناخبين وليس المترشحين وهذه معادلة معكوسة تظهر مدى الفقر المعرفي ومدى ضحالة الفكر السياسي لدينا كمجتمع.

إن القبلية البغيضة والتعصب الغير محمود والتكاتف على شن الحروب والفرقة لهو أمر مذموم وعلينا دق ناقوس الخطر والبدء بإيجاد حلول مستقبلية لإنهاء حالة الهرج والمرج لدى بعض العقول المتحجرة.

أنا لا أقول أن القبيلة شر كله ، وأن الإجتماع على مرشح واحد تختارة القبيلة أو التجمعات القبلية شيء سيء بالضرورة ، ولكن النتيجة المرجوة من هذا التكتل والشخص المرشح الذي تم اختيارة هو ما يحدد النتيجة النهائية.

إن القانون كفل لكل شخص الحرية في أن يختار من يظن أنه المناسب لكرسي المجلس دونما أن يغفل أن علينا أن نختار حسب معايير دقيقة تكفل للمجتمع وللدولة نجاح من يخدم الجميع لا من يخدم نفسه وتجمعه.

إن المرشحين لعضوية المجلس ، كلهم أكفاء في أنفسهم ومجتمعاتهم ، ولكن هل هم الأنسب ؟ هنا السؤال.

لا يجب علينا أن نتشتت ونختلف وننشر الخلاف والشقاق بيننا كمجتمع من أجل أن يصل فلان أو علان للغنيمة والنجاح ، ونخسر نحن أنفسنا أولاً ، ومن ثم نخسر بعضنا ، وفي النهاية نخسر الوطن .

يجب علينا أن نعلنها وبصوت واحد ، لسنا دُماً بأيدي أحد لا زعامات ولا شيوخ ولا تجار ، نحن من نتخذ القرار ونحن من نجعل هؤلاء قادة ، ونحن أيضاً من جعلناهم مسيطرين على أفكارنا وعلى قراراتنا ، وفي الختام يزدادون سيطرة ونفوذ ، ولا خاسر سوى نحن الناخبين ، نحن نحسب كضحايا الحروب ، فكفانا نزيفاً ، وكفاهم إنكاراً.

فكرة أود أن تصل للجميع ، لا أضغان ولا أحقاد ، بل هي حرية مشروعة ومكفولة بالقانون ، فهل إن رشحت من أراه قادراً على إصال أفكاري وطموحاتي يعد جرماً ، بغض النظر هل نجح أم فشل؟

صوتي هو حقي لن ينتزعه مني أحد ، هذا أنا وهذا اختياري.

دمتم بحرية ، ودام الوطن في تقدم.

0 التعليقات :

إرسال تعليق