سياسة لفت الإنتباه والفقاعات الإعلامية

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الاثنين، 8 أبريل 2013 0 التعليقات
سياسة لفت الإنتباه والفقاعات الإعلامية







إن من أسس السياسة الناجحة لكل دولة مهما صغر حجمها أو كبر القوة في وضع التحالفات التي تتناسب ومنهج هذه الدولة وما تسعى إليه .
كما يعلم الجميع أنه أنتهى عصر الاستعمار والوصاية الغربية على العالم كما انتهت الحرب الباردة هذا هو الظاهر لكن من يتابع المسار السياسي الحالي والتدخلات العسكرية هنا وهناك يعلم أن هذا الزمن لم ينتهي ، ومع استمرار حرب الإبادة للشعب السوري وضعف الاقتصاد الأمريكي ونمو الإقتصاديات في شرق قارة أسيا كان لابد على دول الاستعمار الكبرى أن تحاول أن تحضا بنصيب من قطع الحلوى هذه فتنافست على النفوذ وكان التقسيم تبعناً للمصالح المتبادلة بين هذه الدول.
ما يحصل الآن من تهديدات بالحرب بين كوريا الشمالية من جهة وأمريكا من جهة أخرى حيث تتحقق فيه هذه الوصاية بشكل كامل وتظهر جلية في طريقة الخطابات وطريقة التعامل مع الوضع ، فكما يعلم الجميع أن كوريا الشمالية هي من نصيب روسيا والصين الحليفتين (الاشتراكيتين ) وأن اليابان وكوريا الجنوبية هما من نصيب أمريكا (الرأسمالية ) والسؤال هل هذا يرجعنا إلى المربع الأول الحرب بين الرأسمالية والاشتراكية ؟
 الجواب في وجهة نظري لا بل هي حرب إعلامية ترفع من حصص الجانبين في ترسيخ فكرة القوة العالمية التي لا يمكن الاستغناء عنها وهناك الكثير من النتائج التي تسعى إليها هذه الدول ألخصها في النقاط الآتية :
o    روسيا تسعى إلى تحويل الضوء الإعلامي من الهزيمة في سوريا وإتاحة الفرصة للنظام المجرم بأن ينفض تراب الدمار من على أكتافه وتقوية الضربة على الجيش الحر محاولة منهم استعادة ما يمكن استعادته.
o    الضغط على أمريكا لتغض النظر عن سوريا وما يحدث فيها ولتوقف الدعم المزمع للمعارضة السورية والجيش الحر من قبل الدول الغربية وخصوصا فرنسا وبريطانيا.
o    كوريا الشمالية الضعيفة اقتصاديا القوية عسكرياً وهذا تناقض قلما يجتمع في دولة إلا أن هذا التهديد يفيدها من عدة جوانب داخليا يكسب الرئيس كيم جونغ أون المسمى "الوريث العظيم" بترسيخ فكرة القائد الدكتاتوري كما أنه يكسب خارجيا من الناحية الاقتصادية حيث يشتري الغرب سكونة بالحوافز والمساعدات .
o    نتفق في النتائج السابقة لكن يتساءل الكل كيف أمريكا تستفيد من تهديده لهم وأقول أن بهذا التهديد يحول الاستثمارات المزمع قيامها في شرق أسيا وتحولها من هناك إليها لأن المنطقة متوترة وقد تتوتر في أي وقت.
o    والآن هو وقت التطور الملحوظ في الاقتصاديات الشرق أسيوية رغم أنها حليفة لأمريكا إلا أن الطفرة الاقتصادية الكبيرة بها يزيد من تدفق الأموال للشركات الأوروبية ورؤوس الأموال من الدول المضطربة اقتصاديا مثل أمريكا إليها وبهذا تزيد خسائر الاقتصاد الأمريكي.
هناك عدة نتائج أيضاً لكن المجال لا يشع لسردها جميعا لكن النتيجة النهائية التي أريد أن أوصلها للجميع أن الحرب الآن ليست حربية بل اقتصادية وتبادل مصالح والمصارعة لكسب النفوذ بين الدولة الاستعمارية السابقة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق