الغراب ولسعة النحل !!!

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الأحد، 6 أكتوبر 2013 0 التعليقات


الغراب ولسعة النحلة
إن الحياة تجارب وقناعاتُُ قد تصيب أحيانا وقد تخطئ أحيانا أخرى، لكن إن لم تتعلم من خطئك قبل صوابك فلن تصل إلى ما تصبو إليه.
إن من أسوء العواقب التي قد تنتج عن خياراتك هو أن ينتج عنها ضرر يتحمله غيرك، تكون وأنت في مأمن منه، بل من الإنصاف والعدل أن تتحمل أنت وحدك لا أحدُُ سواك نتائج هذه الخيارات فلا تتعجل ولا تتهور .
تعلمت من الحياة أن القوة لا تأتي إلا من بعد ضعف وما كانت نتيجتهُ فشلاً يعقبه نجاح، ولا صعود إلا من بعد نزول .
إن الاحترام والتأدب من شيم العظماء وإن كان - في نظر البعض - ضعفاً وهواناً فأنظر من حولك من يشار إليهم بالبنان بين الناس كيف خلقه .
قد تعاهدت الأيام أن تأتي بالجديد في قادمها كما تعاهدت أن تتغير كما تتغير أجواء المناخ ، فإن كان كل ما حولك يتغير وأنت الوحيد الجامد ؛ فأعلم أنك في انحدار فلا تعتذر بغيرك فالعيب فيك .
إن الترصد للناس والتربص بهم والبحث عن الزلل والأخطاء والعيوب والعثرات من طباع العجزة والمطرودين من بوتقة الرقي فلا تكن منهم واعلم أن هناك من يحفر لهم فكما تدين تدان والعاقبة للمتقين .
هناك إشارات وعلامات يبعث بها الناس ممن تتعامل معهم إما إيجابية أو سلبية، ومن يحاول أن يستشعرها ويفهم فحواها ويفسر سببها ومدلولاتها يستطيع أن يستفيد من ذلك لصالحه فلا تحتقرن من التفاصيل شيئا .
قد تشعر أحيانا بالضعف والهوان وغلبة الناس عليك فلا تنسحب وتطفئ نيرانك وتعلن استسلامك بل تأقلم مع الوضع ، وراجع حساباتك واجمع أفكارك ثم استرح برهة من الزمن لتنطلق أقوى وأشجع وأذكى من قبل ، فإن لم تستفد أنت من ضعفك استفاد منه غيرك ، وبدلاً من أن تنطفئ أشتعل ، فبيدك أنت وحدك مصيرك أنت فقط.
علمتني الحياة فيما علمتني أنها لا تستجيب لمستكين ضعيف العقل والتدبير، يعيش في غياهب الجب ، ينتظر أحد السيارة لينتشله مما هو فيه ، بل تنحني لمن لديه قوة القناعة والعقيدة ، فلا يستطيع أحد في الوجود أن ينتزع قناعاتك وإن انتزع حياتك ، فإن لم تؤمن بنفسك لن يؤمن بك أحد قطعاً .
عند الأحداث الجلى قف شامخا متزن العقل صامداً مستوعباً للواقع ، تعيش لحظتك بكل ما فيها من مرارة متحيناً لوقت الهجوم ، فلا يمكن أن تهجم قبل أن تدافع ، ولا يعقل أن تنتصر ودفاعاتك منهارة. فالقائد الناجح الأفضل هو قارئ للأحداث ، فكن واثقاً غير منكسر ولا متكابر بل كن أنت نفسك هكذا تنتصر .
إن الغراب أعدل المخلوقات وأكثرها تطبيقاً للأحكام والتزاما بها ، فهو من عرف معنى الانضباط ، وفهم كيف يعمل به ويفني حياته في سبيله ، ورغم ذلك كله متى ما شعر بالخطر أو أحس بالضعف أطلق العنان لجناحيه الأسودين وضرب بهما ليرتفع ليس هرباً بل تجاوباً مع الواقع. لكن ما هي إلا لحظات ويرجع بعزيمة أقوى وإصرارٍ أكبر فلم يتنازل عن مراده بل نجح من دون أن يرتكب أي خطا قد ينهيه فقد فهم .
هل عجزنا عن أن نكون كالغربان نقرأ ونستقصي الواقع بدفقة أكثر قوة ، وبتجرد ومن دون أن نتنازل عن قناعاتنا ؟
هل نسلم مفاتيح عقولنا وقلوبنا لمن يقلبها كيف شاء ومتى شاء ، فقط لأنه أقوى أو لديه سلطه مالية كانت أو فكرية ؟
إن لسعة النحلة على شدتها وقوة لهيبها إلا أن فيها من الشفاء والفائدة ما لو علمت هي بذلك لوفرته عنك .
فلنستـفد من اللسعة ونقف احترماً للغراب .

0 التعليقات :

إرسال تعليق