أعتذر... ولكــن...

Posted by سعيد محمد الشعشعي On الأحد، 25 مايو 2014 0 التعليقات
أعتذر... ولكن ...!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
كنت قد توقفت في الفترة السابقة عن كتابة المقالات وليس هناك سبب في التوقف إلا أنني حاولت تفريغ مخيلتي من كل الترسبات والمعلومات والإنطباعات القديمة والآن رجعت لأقدم إعتذاري الشديد وعتبي الأشد على نفسي وفي هذا المقال أوضح المراد.
يقول الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يُغيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُـغيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ، وقال صلى‌الله‌عليه‌‌وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
[أعتذر...]
كنا نطالب الجهات الحكومية والمسؤولين في الدولة وكل ما ينتمي لها بالتغيير وإزاحة العقول القديمة وكما سمعت من دكتور محاضر خليجي متخصص في الإعلام الذي قال " يجب إزاحة الديناصورات القديمة " .
كنت أنتمي لهذه العقليات التي تبحث عن الحرية والتغيير الجذري والإنطلاقة لأفاق النجاح ومثل هذه المصطلحات الوردية التي كنت أعتقد أنها ممكنة بل أني عشتها بكل معانيها ولكني عندما توقفت برهة للتفكير بالواقع إنصدمت بالصورة!.
إن النجاح على المستوى الواسع في المجتمعات لا تتحقق بتغيير الأشخاص أو الرؤساء أو من هم دون ذلك ، بل التغيير يبدأ بنا نحن الأفراد ضمن الحلقة الضيقة من المجتمع.
نعم نحن علينا مسؤولية أمام الله أولاً ثم أمام مجتمعاتنا المحلية التي تمثل نواة الوطن الكبير ، فلو أننا تغيرنا فرداً فرداً لصرنا عائلة افضل ومن ثم لأصلحنا قريتنا فتتسع دائرة الإصلاح وتنتشر إيجابياً.
إن الظواهر الإجتماعية التي إكتسبناها من غيرنا وهي ظواهر سلبية أضحت قاعدة يقوم عليها واقعنا المعيشي اليومي ، فالحسد والحقد والغش والكراهية صارت طباع عادية بل والجميع صار يتسم بها – إلا من رحم الله – فكيف نطلب من الغير التنازل عن الأخلاق الذميمة ونحن نعاملهم بها ؟ كيف نطلب من المسؤول أن يتقي الله فينا ونحن لا نتقي الله في أنفسنا أولاً ولا في غيرنا؟
يقولون : " كما تكونوا يولى عليكم " رغم إختلافي معها إلا أن واقعنا الحالي يدعمها ، نعم هذه هي الحقيقة التي يتجنبها الجميع.
 [ولكن...!]
لا يعني هذا أن من كنا نطالبهم بالتغيير والإنسحاب أنهم أفضلنا لا بل هناك من هم أفضل وأعلى فهم وأقدر على النجاح منهم ولكن ليست الطريقة التي كنا نطالب بها هي الصحيحة ولا المدة الزمنية التي كنا نتوقعها صحيحة.
لا يعني هذا أن نترك التغيير والسعي للأفضل ومحاولة الإرتقاء بمؤسساتنا الحكومية والقيادات التي تقودنا نحو أفاق النجاح بل نسعى ونجتهد ونتعلم من غيرنا.
نعم الناجح يأتي من الأسفل للأعلى وليس العكس فإصلاح أنفسنا أولاً يصلح مجتمعاتنا آخر ، لكن السؤال هنا هل نستحق الأفضل ؟ أعتذر... لا أعتقد ، ولكن... يجب أن نسعى.

0 التعليقات :

إرسال تعليق