الهاجس الداعشي والغربلة الفكرية
ظهر صوت بين ركام الرماد يولول
ويصيح ويحذر من أن فكر داعش موجود بين شبابنا وأنه لابد من القضاء على هذا الفكر
وأننا في غفلة منه وهذا القول بحد ذاته هو فكر داعشي ، يا من تنادون بالغوث من أين
لكم بهذا القول من الذي بعث فيكم هذا الشعور؟
إن السعي وراء ترهيب المجتمعات ونشر
الذعر والإشاعات وإلصاق التهم هنا وهناك من دون دليل ولا برهان هو إرهاب فكري يجب
على أصحابه التوقف عن ذلك أو أن يتم مسائلتهم ومحاسبتهم ، إما أن يكون لقولهم واقع
على الأرض فيبلغون عن أصحاب الفكر الداعشي أو أن تتم محاسبتهم بتهم الإرهاب
والتشهير وزعزعة أمن البلاد.
كثير من المقالات كتبتها عن الثقافة
والمثقفون بالتحديد وهنا أكرر مقولتي وأقول انه لايوجد مثقفون يحملون صفات الثقافة
الحقيقة بل هم ثلة من "صيع الفكر" كما أسميهم فقد حددوا أن مفهوم
الثقافة هي البذائة في الألفاظ والإنحلال الأخلاقي وأن الحرية هي الأفكار
الشوارعية التي يطرحونها وأن الفكر هو الجنس الساقط في أبشع صورة وأن المثقف يجب
أن يكون منحل من دينه وعاداته بل ومنحل من واقعة الذي يعيش فيه.
إن تشجيع مثل هذه الثقافة تنذر
بمستقبل مشؤوم على مجتمعاتنا الاسلامية وأننا نسير في طريق التفسخ والتنصل من كل
ما هو عفيف جميل ، يجب علينا كمجتمع أولاً أن نحارب هذه النظرة الهابطة من الثقافة
وان نسعى بما نملك من قدرات وقناعات ونبذل الغالي والنفيس للتصدي للهجمات
المتتالية والتي تضرب في خاصرة المجتمع المحافظ أو ما تبقى منه على الأقل وتغيير
بعض المفاهيم لدى الناس وتصحيحها وهذا مسؤولية المجتمعات والمؤسسات التابعة لها
سواء أهلية أو حكومية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق