لا جديد يذكر ولا قديم يعاد هذه المقولة تقال في عدة مواقف ولعدة أسباب تختلف في المضمون وتتوافق في المعنى المراد إطلاقها فيه واليوم أقولها ولكن بغرض عكس المعنى من المقولة فأستميح أول من قالها بأن أحرف المعنى الذي أطلقها من أجله وأجره على الله ...
في مجتمعنا العماني الإسلامي المتدين والذي تلفه العادات والتقاليد التي نشاء عليها أبناء هذا الوطن نرى الكثير من حركات التغريب والتحويل ومحاولة عصرنة المجتمع أو بصيغ أوضح إحلال المجتمع من الأحكام الدينية والأعراف الدنيوية بعدة طرق وبشتى أنواع التغريب ومن أهم هذه الطرق والأساليب الموضة " المخلة " والتي ظهرت منذ فترة وزادت وتعززت في هذه المدة وخصوصا للنساء فظهرت العباءات الفاضحة والملونة والضيقة التي تبرز مكونات الجسم والتقاسيمة وانتشرت واستفحلت في أواسط النساء بحيث أصبحت من لا تلبسها من المتخلفات والجاهلات والتي تحدث في مظهرها مع الموضات والصرعات هي المتحضرة المتألقة بل والنموذج الذي يحتذى به وهذه مصيبة كبيرة !!!
إن الدين الإسلامي حث على الستر وغض البصر والإلتزام في الملبس يقول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : الْآيَةُ 59 وَقَوْلُهُ { جَلَابِيبِهِنَّ } جَمْعُ جِلْبَابٍ وَهِيَ الْمُلَاءَةُ الَّتِي تَشْتَمِلُ بِهَا الْمَرْأَةُ أَيْ يُرْخِينَ بَعْضَهَا عَلَى الْوُجُوهِ إِذَا خَرَجْنَ لِحَاجَتِهِنَّ إِلَّا عَيْنًا وَاحِدَةً كَذَا فِي الْجَلَالَيْنِ . وَقَالَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ : الْجِلْبَابُ رِدَاءٌ فَوْقَ الْخِمَارِ تَسْتُرُ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلَ ، يَعْنِي يُرْخِينَهَا عَلَيْهِنَّ وَيُغَطِّينَ وُجُوهَهُنَّ وَأَبْدَانَهُنَّ انْتَهَى.
هذا الأمر جاء من الله سبحانه وتعالى لنساء النبيﷺ بأن يخفين وجوههن وهن من هن في القدر وفي أفضل العصور أجمع فما بالكن وأنتن يا نساءنا في هذا الوقت وفي عصرنا المتعصرن فاللهم أستر علينا .
أوردت هذه الآية لأنني رأيت أن الكثير من النساء في مجتمعنا بدأن يخلعن النقاب بعذر أن الوجه والكفين ليسا بعورة ويستدلن بحديث أسماء بنت أبى بكر -رضي الله عنها - دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد خرجت الحديث في تدوينة سابقة للإطلاع عليها أضغط هنا .
وقد أنتشر الأمر حتى في مدراسنا فكيف بمعلمة تعلم البنات أن يتستر وأن لا يلبس إلا المحتشم من الملابس وهي بنفسها تلبس الضيف والمزركش والملون واللافت وتفوح منها رائحة العطور وووو...
قالت تعالى ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ سورة البقرة الآية (44) وعن علي بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي على قوم ، تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، قال : قلت: من هؤلاء ؟ قالوا : خطباء من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب ، أفلا يعقلون.
- وفي رواية : رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، فقلت : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء خطباء من أمتك ، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب ، أفلا يعقلون.
مسند أحمد برقم (12540) ... حديث حسن .
الخوض في هذا الموضوع يحتاج إلى استرسال فيه لذا قررت أن أقوم بحملة سميتها
((نساءنا رفعتنا)) والتي بدأتها بهذا المقال وسأقوم بإذن الله بكتابة مقالات أسبوعية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق