ظهر وزير خارجية فرنسا في تصريح له عندما أعلن عن نية بلاده غزو مالي - بدعم خليجي - قال مبرراً الحرب ، أنها ستصبح ملاذاً للإرهابيين ، وأن فرنسا تريد نشر الديموقراطية في مالي.
يذكرنا هذا التصريح بتصريح بوش الإبن الذي قال نفس الصيغة تبريراً لغزوا أمريكا لأفغانستان ، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل فعلاً كانت هذه الدول تسعى لنشر الديموقراطية ؟
منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي لم تبدي الدول الغربية ترحيبها بالمظاهرات ، بل وقفت ضدها في بادئ الأمر إلى أن شعرت أن المظاهرات تحولت بالفعل إلى ثورات للإطاحة بالحكومات القديمة وكل ما تحمله من تاريخ ، فانتشرت التصريحات والإعلانات المؤيدة لها من الحكومات الغربية وضيقة الخناق على الحكام الذين ثارت شعوبهم عليهم ، ودعت هذه الثورات الإلتزام بمبادئ الديموقراطية وتأسيس مستقبلها على هذا الأساس.
في مصر بعد أن إختار الشعب حاكمهم قامت الدول الغربية بممارسة الضغوطات عليه ، وعلى حكومته لتقويض نجاحه وقلب نتائج الصناديق لأنها لا تخدم مصالحها ولا مصالح من يتبعون لها.
في العراق سلمت أمريكا السلطة للشيعة وبالخصوص المالكي المجرم وقامت بحمايته وتوفير الغطاء السياسي وإعطائه شرعنه مختلف عليها في الأواسط العراقية وعندما قامت ثقافة الصناديق بإنجاح تجمع العراقية إنقلب المالكي على هذه النتيجة وبمعاونة بمن أراد أن ينشر هذه الديموقراطية أمريكا ودول الغرب الآخرى بالمراوغه وفرض الواقع على العراقيين بأن يستمر المالكي في السلطة رغماً عن الصناديق ونتائجها ، وهناك عدة أمثله كما حدث مع حماس في فلسطين وهلم جر
إن لعبة الصناديق والتلويح بالديموقراطية والوقوف معها متى ما كانت في صالحهم ، ونسفها والرمي بنتائجها في القمامة متى ما أرادوا ذلك ، لهو مدعاةٌ للنظر في مدى مصداقية هذه الدول إتجاه قضايانا ومصالحنا ، وأن هذه الدول لا تبحث إلا على مصالحها ومصالحها فقط ، وتنقلب على مبادئها وتغير جلدها كالحرباء متى ما كانت النتائج ضدها.
أرجوا أن يفهم العرب قبل الغرب أننا شعوب لا نريد صناديق الإقتراع.
كتبه : سعيد محمد الشعشعي.
0 التعليقات :
إرسال تعليق